نعم، لقد قام ذلك الرجل بتلك الجريمة وقتل، وسمعتُ أن مجموعة من النساء قامت بتلك الجريمة أيضًا، وسار الأطفال على خُطَا الآباء والأمهات وقتلوا.
نعم.. إنها جريمة تتكرر في كل يوم، ولكنها في الإجازة تتكاثر ويرتفع رصيدها؛ إنها "قتل الوقت".
إن الوقت هو الحياة، وهبها الله لنا لنحقق الغاية من الخلق وهي "العبادة"، ولكن لما تحققت الغفلة في القلوب وسكنت الذنوب في الأرواح، كان النتيجة "قتل الوقت".
الوقت هو فرصتك لبناء مستقبلك ومستقبل أمتك، وهو المدة المحدودة لك لتغرس فيه أعمالاً صالحة تنفعك في قبرك ويوم حشرك ونشرك، وهو الوعاء الذي إن لم تملأه بالخير والنفع، فسيمتلئ بالشر والضياع والغفلة.
إن من عظيم شأن الوقت أن الله أقسم به كما قال تعالى: (والضحى - والليل - والعصر).
وانظر في سنة الرسول تجد التأكيد على أهمية الوقت كما في النصوص التالية:
- "لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خصال: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن علمه ماذا عمل فيه".
- "اغتنم خمسًا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك".
- "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة، والفراغ".
والحديث عن الوقت يطول، وكلام العلماء عنه منثور في الرسائل والكتب وفي بطون الأجزاء، واللبيب من ينظر إلى وقته نظر الشحيح إلى ماله، الذي لا يصرف شيئًا منه إلا بكل صعوبة.
ومن جهة أخرى، فإن الوقت على عموم الأمة هو مصدر عزِّها ونجاحها، هذا إن كنا نتقن فن إدارة الوقت.
فيا قارئ حروفي، هذه إشارة وأنت تدرك ما وراء العبارة، فابدأ من هذه الساعة لتخطيط وقتك وحسن إدارته، واعلم أن قلم التاريخ كتب عنك وسيكتب من هذه اللحظة ما ستعمل، فاحذر من قلم التاريخ.
الكاتب: د. سلطان العمر
المصدر: موقع على بصيرة